يونس عليه السلام
صفحة 1 من اصل 1
يونس عليه السلام
... يونس عليه السلام ...
... أولاً ...
قال الله تعالى في
يونس : ( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا
كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ) " يونس : 98 " .
وقال تعالى في
الأنبياء : ( وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في
الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له
ونجيناه من الغم، وكذلك ننجي المؤمنين ) " الأنبياء : 87 ـ 88 " .
وقال تعالى في
الصافات : ( وإن يونس لمن المرسلين * إذ أبق إلى الفلك المشحون * فساهم
فكان من المدحضين * فالتقمه الحوت وهو مليم * فلولا أنه كان من المسبحين *
للبث في بطنه إلي يوم يبعثون * فنبذناه بالعراء وهو سقيم * وأنبتنا عليه
شجرة من يقطين * وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون * فآمنوا فمتعناهم إلى
حين ) " الصافات : 139 ـ 148 " .
وقال تعالى في
نون : ( فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم * لولا أن
تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم * فاجتباه ربه فجعله من
الصالحين ) " القلم : 48 ـ 50 " .
قال علماء التفسير : بعث الله
يونس ، عليه السلام ـ إلى أهل " نينوي " من أرض الموصل ، فدعاهم إلى الله
عز وجل، فكذبوه وتمردوا على كفرهم وعنادهم ، فلما طال ذلك عليه من أمرهم
خرج من بين أظهرهم ، ووعدهم حلول العذاب بهم بعد ثلاث .
قال ابن
مسعود ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة ، وغير واحد من السلف والخلف : فلما
خرج من بين ظهرانيهم ، وتحققوا من نزول العذاب بهم قذف الله في قلوبهم
التوبة والإنابة ، وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم ، فلبسوا المسوح
وفرقوا بين كل بهيمة وولدها ، ثم عجوا إلى الله عز وجل ، وصرخوا ، وتضرعوا
إليه ، وتمسكنوا لديه ، وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات والأمهات ،
وجأرت الأنعام والدواب والمواشي : فرغت الإبل وفصلانها ، وخارت البقر
وأولادها ، وثغب الغنم وحملانها ، وكانت ساعة عظيمة هائلة .
فكشف
الله العظيم ـ بحوله وقوته ورأفته ورحمته ـ عنهم العذاب ؛ الذي كان قد
اتصل بهم سببه ، ودار على رءوسهم كقطع الليل المظلم . ولهذا قال تعالى : (
فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها ) " يونس : 98 " .
أي : هلا وجدت فيما سلف من القرون قرية آمنت بكمالها ، فدل على أنه لم يقع
ذلك ، بل كما قال تعالى : ( وما أرسلنا في قرية من نبي إلا قال مترفوها
إنا بما أرسلتم به كافرون ) " سبأ : 34 " .
وقوله : ( إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ) " يونس : 98 " .
أي : آمنوا بكاملهم . وقد اختلف المفسرون : هل ينفعهم هذا الإيمان في
الدار الآخرة ، فينقذهم من العذاب الأخروي كما أنقذهم من العذاب الدنيوي على قولين : الأظهر من السياق: نعم، والله أعلم.
كما قال تعالى : ( لما آمنوا ) وقال تعالى : ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون * فآمنوا فمتعناهم إلى حين ) " الصافات : 147 ـ 148 " .
وهذا المتاع إلى حين لا ينفي أن يكون معه غيره من رفع العذاب الأخروي ،
والله أعلم . وقد كانوا مائة ألف لا محالة، واختلفوا في الزيادة ، فعن
مكحول عشرة آلاف ، وروى الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم من حديث زهير عمن
سمع أبا العالية ؛ حدثني أبي بن كعب ، أنه سأل رسول الله عن قوله : ( وأرسلناه إلي مائة ألف أو يزيدون ) " الصافات : 147 " .
قال : " يزيدون عشرين ألفا " . فلولا هذا الرجل المبهم لكان هذا الحديث فاصلاً في هذا الباب .
وعن ابن عباس : كانوا مائة ألف وثلاثين ألفاً ، وعنه : وبضعة وثلاثين
ألفاً ، وعنه : وبضعة وأربعين ألفا . وقال سعيد بن جبير : كانوا مائة ألف
وسبعين ألفاً . واختلفوا : هل كان إرساله إليهم قبل الحوت أو بعده أو هما أمتان
على ثلاثة أقوال ، هي مبسوطة في التفسير . والمقصود أنه عليه السلام لما
ذهب مغاضباً بسبب قومه ، ركب سفينة في البحر فلجت بهم ، واضطربت ، وماجت
بهم ، وثقلت بما فيها ، وكادوا يغرقون على ما ذكره المفسرون .
وقالوا : فتشاوروا فيما بينهم على أن يقترعوا ، فمن وقعت عليه القرعة
ألقوه من السفينة ليتخففوا منه . فلما اقترعوا وقعت القرعة على نبي الله
يونس فلم يسمحوا به ، فأعادوها ثانية فوقعت عليه أيضاً ، فشمر ليخلع ثيابه
ويلقي بنفسه ، فأبوا عليه ذلك ، ثم أعادوا القرعة ثالثة فوقعت عليه أيضاً
، لما يريده الله به من الأمر العظيم .
قال الله تعالى : ( وإن يونس لمن المرسلين * إذ أبق إلى الفلك المشحون * فساهم فكان المدحضين * فالتقمه الحوت وهو مليم ) " لصافات : 139 ـ 143 " .
وذلك أنه لما وقعت عليه القرعة ألقى في البحر ، وبعث الله عز وجل حوتاً
عظيماً من البحر الأخضر فالتقمه ، وأمره الله تعالى ألا يأكل له لحماً ،
ولا يهشم له عظماً ، فليس لك برزق ، فأخذه فطاف به البحار كلها ، وقيل :
إنه ابتلع ذلك الحوت حوت آخر أكبر منه .
... يتبع ...
عبدالرحمن المهدى- المساهمات : 171
تاريخ التسجيل : 28/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى