أحكام تتعلق بالهدى والذبح والنحر
صفحة 1 من اصل 1
أحكام تتعلق بالهدى والذبح والنحر
قال تعالى :
(( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ
بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ
وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ(26) وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ
رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ(27) ))
" الحج "
... حديث يومي ( لبيك ) ...
... أحكام تتعلق بالهدي وبالذبح والنحر ...
الحمد لله رب العالمين ونصلي ونسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد :
هذه كلمات يسيرة إلى إخواننا الحجاج فيما يتعلق بهدي التمتع والقران وتتضمن ما يلي :
1 - بيان حكم هدي التمتع والقران وحكمته .
2 - بيان نوعه وما يجب أن يتوفر فيه .
3 - بيان مكان ذبحه .
4 - بيان وقت ذبحه .
5 - بيان كيفية الذبح المشروع .
6 - بيان المشروع في توزيعه .
فأما حكم هدي التمتع والقران فواجب على من تيسر له لقوله تعالى : ( فَمَن
تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِن الهَدْي ) "
البقرة : 196 " فإن لم يجد الهدي أو ثمنه فعليه صيام ثلاثة أيام في الحج
وسبعة إذا رجع هذا إن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام وإلا فلا هدي عليه
لقوله تعالى : ( ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي المَسْجِدِ
الحَرَامِ ) " البقرة : 196 " .
وحكمة الهدي زيادة التعبد لله
والتقرب إليه بذبح الهدي وشكر نعمته بتيسير العمرة والحج في سفر واحد وأما
نوع الهدي فهو من الإبل والبقر والغنم والمعز والضأن لقوله تعالى : (
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى
مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ ) " الحج : 34 " .
وبهيمة
الأنعام الإبل والبقر والغنم وتجزيء الواحدة من الغنم في الهدي عن شخص
واحد فقط وتجزيء الواحدة من الإبل أو البقر عن سبعة أشخاص ، ويجب أن يتوفر
في الهدي شيئان :
أ - بلوغ السن الواجب وهو ستة أشهر في الضأن وسنة كاملة في المعز وسنتان في البقر وخمس سنين في الإبل وما دون ذلك لا يجزيء .
ب - السلامة من العيوب الأربعة التي من أمر النبي بإتقاء ما هي فيه وهي :
1 - العوراء البين عورها .
2 - المريضة البين مرضها .
3 - العرجاء البين ضلعها .
4 - الهزيلة التي لا مخ فيها .
فهذه العيوب الأربعة إذا كانت في البهيمة لا يجزيء إهداؤها وكلما كان الهدي أسمن وأكمل كان أعظم أجراً وأفضل .
أما مكان الذبح فهو مِنَىَ ويجوز في مكة وبقية الحرام إذا كان في حدود وقت
الذبح ، وأما وقت الذبح فهو يوم العيد وثلاثة أيام بعده لأن يوم العيد يوم
النحر ويروى في الحديث عن الرسول أنه قال : " كل أيام التشريق ذبح " أي وقت للذبح ، وعلى هذا فيجوز للحاج ذبح الهدي بمكة في اليوم الثالث عشر إذا نزل من مِنَىَ .
وأما كيفية الذبح المشروع فهو نحر الإبل وذبح البقر والغنم فالنحر في أسفل
الرقبة مما يلي الصدر والذبح في أعلاها مما يلي الرأس . ولابد في الذبح
والنحر من أنهار الدم بقطع الودجين وقطع الحلقوم والمريء ولابد من قول بسم
الله عند الذبح أو النحر فلا تؤكل الذبيحة إذا لم يذكر اسم الله عليها
لقوله تعالى : ( وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ
عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ) " الأنعام : 121" , ولا تجزيء عن الهدي
لأنها ميتة وأما المشروع في توزيع الهدي فهو الأكل ، والإطعام لقوله تعالى
: ( فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ ) " الحج : 28 " (
فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا القَانِعَ وَالْمُعْتَرّ ) " الحج : 36 " ,
ولا يكفي أن يذبح الهدي ويرمي به بدون أن ينتفع به لأن هذا إضاعة مال ولا
يحصل به الإطعام الذي أمر الله به إلا أن يكون الفقراء حوله فيذبحه ويسلمه
لهم فحينئذ يبرأ من عهدته ، فعلى الحاج أن يتقي الله ويحرص على إبراء ذمته
في تقديم الهدي المجزئ الذي تبرأ به ذمته .
جعل الله حجنا مبروراً وذنبناً مغفوراً وسعينا مشكوراً وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
عبدالرحمن المهدى- المساهمات : 171
تاريخ التسجيل : 28/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى